حول المشس تدور أريض مجموعة شوسرتمان يف املتحف

حول الشمس تدور أرضي

المجموعة المقدّمة في المعرض، الهديّة السخيّة التي قدّمتها السيّدة لين شوسطرمان لمجموعة المتحف، تشمل، في الأساس، أعمالًا من النصف الأوّل من القرن العشرين، وهي فترة تشكُّل الفنّ الإسرائيليّ. تضيف مجموعة الأعمال هذه مدماكًا فنّيًّا وتاريخيًّا مهمًّا إلى المجموعة القائمة، والتي تتمحور في معظمها حول الفنّ الإسرائيليّ منذ الخمسينات فما تلا ذلك (وبعضها متاح للمشاهدة في المعرض الدائم المجاور). وهي تشهد على التحوّلات التي طرأت على الفنّ المحلّي على مرّ السنين، وتشير إلى قضايا في الثقافة الإسرائيليّة لا تزال ذات صلة حتّى بعد مرور عقود من الزمن. وعلى الرغم من أنّها أنتِجتْ في أماكن مختلفة من البلاد، إلّا أنّ الشمس الإسرائيليّة الساطعة مشرقة على جميع هذه الأعمال.

صالة العرض الأولى هي بمثابة غرفة العجب، وفيها نلتقي بأعمال بتسلئيل التي تعود إلى بداية القرن العشرين إلى جانب أعمال تصوير منذ بداية العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين. كان إنشاء مدرسة الحرف الفنّيّة بتسلئيل في القدس عام 1906، وهي أحد المشاريع المركزيّة للحركة الصهيونيّة في أرض إسرائيل، بمثابة بداية الفنّ الإسرائيليّ. رأى مؤسّسو المدرسة أنفسهم كأشخاص غربيّين، يعيشون في الشرق الذي لا تزال تهبّ فيه رياح الماضي التوراتيّ، وسعوا إلى إحياء الروح اليهوديّة من خلال الفنون والحرف اليدويّة. في مقابل الصيغة اليهوديّة-التقليديّة للصهيونيّة في القدس، فإنّ صالة العرض الثانية مخصّصة لأعمال تعود إلى عشرينات حتّى خمسينات القرن العشرين، وهي ثمرة إبداع فنّاني أرض إسرائيل من تل أبيب ومن الكيبوتسات، الذين ركّزوا على المناظر الطبيعيّة للبلاد وعلى جوهر الحياة فيها وعلى سكّانها. ووصفوا طيبة وبساطة الحياة المرتبطة بالطبيعة بنظرة رومانسيّة وشرقيّة في بعض الأحيان، وشدّدوا على صلة الإنسان بالأرض المَشيطة بالشمس، كجزء من الأيديولوجيّة الرياديّة.

يتجلّى في الأعمال المبكّرة البحث عن هويّة الصوت اليهوديّ والرغبة في ترسيخ الانتماء للمكان من خلال الفنّ الذي يشكّل في أساسه الوعي الصهيونيّ. إنّ تأمُّل الأعمال الراهنة يثير أسئلة مماثلة تتعلّق بجوهر الهويّة الإسرائيليّة، التي لا تزال حتّى في هذه الأيّام تتقصّى ارتباطاتها بالتقاليد اليهوديّة وبأرض المكان.