ترسم نتاليا زورابوفا، في الأساس، البيئة الداخليّة للبيت الذي تسكنه، في موسكو وبرلين وبئر السبع ويافا. تأمُّل البيئة السكنيّة هو وسيلة للتكيُّف معها، وتكتشف زورابوفا المكان من خلال الرسم؛ بشكل أدقّ، عبر وصف البيئة الداخليّة للبيت تكتشف الرسّامة الرسمة.
تمتاز زورابوفا في بناء توليفات مركَّبة كبيرة الأحجام – وهذا ربّما يمثّل التحدّي الأكبر في الرسم. في تاريخ الفنّ، غالبًا ما تمّ تخصيص هذه الأحجام للوحات التاريخيّة، ويمكن القول إنّ أعمالها هي لوحات تاريخيّة عن قصص غير مهمّة، على خلفيّة فضاءات منزليّة تضمّ كراسي، سجّادًا وأواني زهور. الفضاءات التي ترسمها تحمل آثار أحداث وذكريات صغيرة: معطف تركه أحدهم على كرسيّ، غسيل ينتظر الطيّ، أو رسمة رُسمت منذ سنوات وهي معلّقة على الحائط. موضوع زورابوفا هو أحداث حياتيّة غير مخطّط لها في مساحة البيت تتجمّع ضمن توليفات محتملة.
وصف الجزء الداخليّ من البيت – البيئة الداخليّة – يربط البيت بالأستوديو، والحياة بالعمل. يتمّ الرسم في مكان مألوف ومحبوب، لكنّه في الوقت نفسه يضع تحدّيات الحياة في مواجهة تحدّيات الرسم. كلّ لحظة تقضيها في البيت هي وقت لدراسة فعل الرسم من خلال رسم خريطة الحيّز، من خلال التعمّق في الأشكال، الألوان والملامس التي تشكّل البيئة الحياتيّة. يمكن تخيُّل زورابوفا وهي ممدّدة على الأريكة في الصالون مساءً، تموضع أغراضًا معروفة في توليفات متخيَّلة، وتتصوّر كيف يتحوّل الفضاء إلى رسمة. الرسمة هي بيت نتاليا زورابوفا.
نتاليا زورابوفا
من مواليد 1975، موسكو؛ تعيش في يافا
جميع الأعمال: زيت على قماش، بلطف من الفنّانة
