مجهولX: نهاية عصر الخصوصية

السبت, 18.02.17, 20:00

الأحد, 15.10.17

:

سفيتلانا رينجولد

مُتاح

لمعلومات إضافية:

04-9115997

شارك

قال مارك تسوكربرج ، مؤسس موقع فيسبوك، أن الخصوصية لم تعد "عرفاً اجتماعياً"، حيث تحولنا خلال العقد الأخير إلى المداومة على نشر معلوماتنا الخاصة على الإنترنت لكي نضمن لأنفسنا "المشاركة" في الحياة العصرية. فكثرة استخدامنا للهواتف المحمولة والإنترنت وكاميرات الرصد والمراقبة يضمن بأن نكون جميعناً مشهودين ونلعب دور المتلصصين. وفي عصر ما بعد 11 ايلول بتنا أكثر انفتاحاً لاختراق خصوصيتنا التي تمنحنا شعوراً ظاهرياً بالأمان. كاميرات الحراسة والمراقبة تعمل بلا توقّف والصور تُنشر على شبكة الإنترنت والأرشيفات باتت مُصنّفة ومُصوّرة والأقمار الصناعية تبث المعطيات للعديد من أجهزة الحواسيب العملاقة. إننا نعيش بلا شك في مجتمع "الأخ الكبير"، حيث تُرصد وتُصوَّر وتُحفَظ خُطانا واحدة تلو الأخرى، وإن كنت "غير مشهود" فأنت "غير موجود". بل إن معظمنا يشعرون بأنهم يستحقون الظهور علناً ولديهم الاستعداد للتضحية بخصوصيتهم على مذبح الآلهة الجديدة: آلهة الظهور والشهرة.

إن تلاشي الحدود ما بين الفضاء العام والفضاء الخاص إلى جانب الدور الذي يلعبه الإعلام في تكريس هذا الواقع الذي تغلب عليه صفة الاستعراضية (حب الظهور) والنرجسية والوَصْوَصَة (النَّظَر خِلْسَة) في عالم ما بعد الخصوصية هي المواضيع المشتعلة في القرن الواحد والعشرين. وهذه هي المسائل التي تتناولها هذه المجموعة من المعرض، حيث تسعى هذه المجموعة إلى كشف المفاهيم الاجتماعية تجاه فكرة الخصوصية  والنماذج المعيارية الجديدة التي جلبتها معها ثورة المعلومات والاتصالات منذ بداية القرن العشرين حتى الآن. تغلب على كثير من الأعمال فكرة النظر والمتابعة وتستحضر هذه الفكرة مسائل أخلاقية مُغالِبة إزاء مسائل مثل أصل العمل الفنّي والقوة والسيطرة.

في عام 1787 صمم الفيلسوف الإنكليزي والمنظر الاجتماعي جيريمي بنثام نموذجاً معمارياً أسماه بانوبتيكون (بالإنجليزية: Panopticon) وتعني "مراقبة (opticon) الكل (Pan)"- وهو عبارة عن سجن دائري الشكل وجدرانه مفتوحة ويقف السجان في مركزه. وتتأسس هذه الفكرة على الافتراض بأن ظهور السجين للعيان تجعله يُحسِن تصرفاته. أما الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو فقد اعتبر بناية البانوبتيكون فكرة مجازية مركزية تعبر عن المُربي الحديث للانضباط والذي يعتمد على العزل والتفريد والمراقبة. ففي هذه البناية لا يستطيع السجناء الذين تبهر أشعة الشمس عيونهم معرفة متى يراقبونهم، وجميع تصرفاتهم نابعة عن وعيهم بأنهم منظورين بالكامل.

فكرة بناية المراقبة تشكل جزءاً جوهرياً في ثقافة صناعة التسلية واللهو في عصرنا، حيث تُستخدم هذه الفكرة ليس كعقاب، إنما كملهاة ومُتعة. فبرامج التسلية وبرامج الواقع (رياليتي) جميعها تعتمد على هذا المبدأ، حيث يعيش المشاركين فيها في عزلة ويخضعون للمراقبة دون ان يروا شيئاً. أما جمهور المشاهدين فإنهم يلعبون دور السجّانين في سجن المراقبة. وكذلك فضاء الإنترنت في شبكات التواصل الاجتماعية يعتمد على مبدأ المراقبة ذاته، حيث يرتبط هذا الفضاء بالنظر والتأمل. وفي هذا السياق يمكننا القول أن نشر الصور ومشاهدة صور الآخرين على الفيسبوك هي فكرة التلصُص الجوهرية التي تميز عصرنا. إن "نظام المشاهدة" يخدم مفهوم ثقافة الاستهلاك التي باتت على وشك إحكام قبضتها على العالم، وهي ثقافة يطغى عليها التوتر ما بين الظهور والمتابعة وتكتسب نظرة الجمهور من خلالها قوة كبيرة لفرض الانضباط.

والمفاهيم الجديدة للنظر والمشاهدة تخلق حالات جديدة من الاستعراض. وفي المعرض يتم اختبار وزن الفن في فضاء ثقافة التشارك التي انتجها الإعلام الجديد. يتناول الفصل الأول مبدأ متعة التلصص، ويتم فيه اختبار الفضاء العام الذي بلغ فيه التلصص مقام التنظيم الاجتماعي. أما الفصل الثاني فيتناول ظاهرة الاشتهار بصفتها واحدة من ابرز الأمثلة على نواتج ثقافة الظهور والإعجاب التي تميز عصرنا. ويتناول الفصل الأخير مُختلف دلالات مجتمع المتابعة في القرن الواحد والعشرين. فهناك ادوات مثل Google Earth توظف الآن تكنولوجيا الأقمار الصناعية للتحقق من استحالة الإفلات من عين الكاميرا التي ترى كل شيء وتُجسد عملياً حقيقة انه لم يعد هناك تقريباً أي مكان على الأرض لا يستطيع المصورون وصوله.

 

دخول مجاني للمعارض للأطفال والشباب حتى سن 18 خلال الأيام المتوسطة من سوكوت (6-11.10.17)

مدخل للأطفال حتى سن 16 مشروط على شخص بالغ يرافقه رسوم! * يمكن للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاما الدخول بدون مرافقة * العرض غير صالح للمجموعات أو الزيارات الطلابية * لا يشمل الأحداث وورش العمل

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك