دڨورا موراچ: اختبارات الرؤية

السبت, 18.02.17, 20:00

الأحد, 15.10.17

مُتاح

لمعلومات إضافية:

04-60-30-800

شارك

تتميز أعمال دڨورا موراچ بالتوتر القائم بين التتابع والمَقطع وبين التركيب والتفكيك. مادة أعمالها تتناول
الطريقة التي تقوم من خلالها الأغراض والحاجيات بتحديد الهوية من خلال الذكريات المتراكمة فيها.
وفي أعمالها التي تتنوع ما بين بناء المُجسّمات والنحت والرسم، تكرر الفنانة اهتمامها بمسألة الذاكرة.
والفضاء المنزلي أيضاً يشكل موضوعاً مركزياً في أعمالها؛ وأحياناً تصف الفنانة فخامة الحياة المادية، لكن
وفي أحيان أخرى نجد الأغراض المنزلية الأكثر خصوصية قد تحولت في أعمالها إلى منظر حُطام وخرائب.
وهذه الأعمال ترمز إلى مُجريات ووقائع مُختلّة أو صادمة، بيد أن لا مجال لمعرفة طبيعتها بالضبط. وقد
استلهمت الفنانة تلك الأعمال من محيطها المنزلي الشخصي ومن الصور التي توثق الخراب والدمار في
بيوت الفلسطينيين والإسرائيليين في حرب غزة الأخيرة.
يشمل المعرض لوحات الخطوط التي رسمتها الفناّنة موراچ، وأبرزها اللوحة التذكارية الضخمة بعنوان "جامعة
الزمن" والتي يبلغ طولها 22 متراً. وتجمع اللوحة بين داخل بيت وبين صورة صحفية لجنود إسرائيليون
يطلون من النافذة داخل بيت فلسطيني. وتغطي نلك الحالات المختلفة طبقة من الخطوط التي تُضفي
إيقاعاً وحركة وتُنتج وهم الارتجاف. فالخطوط القاتمة والباهتة المتقطعة تخلق ما أشبه بستار يفصل بين
المُشاهد وبين الصورة الواقعية. إنها تخلق رتابة لكنها تشوّشها كتشويش ذلك الجندي الذي يقتحم
المجال البيتي النسوي.
التلصُص الظاهر في أعمالها يرتبط بواقع الحياة اليومية في إسرائيل وينطوي على دلالة سياسية واضحة،
بالنظر إلى الاقتحام السافر لخصوصية البيت، وفي هذه الحالة بيت أسرة فلسطينية. صورة الجندي
الإسرائيلي الذي يطل من داخل البيت الفلسطيني تثير تساؤلات أخلاقية بشأن طبيعة تلك النظرة
المتجهة نحو معاناة الآخر.
والتماثيل التي صنعتها موراچ هي أيضاً نابعة من المحيط المنزلي الذي بات متقطعاً ومُربكاً ومُضللاً. إنها
تستخدم الأغراض اليومية كأفكار ومواد لعملها الفنّي. وفي طفولتها لم تكن لديها في البيت أغراض كثيرة
وكل غرض منها يحمل في ثناياه دلالة عميقة. ولا بد من القول في هذا السياق أن الفنّانة موراچ هي
ابنة لأسرة نجت من براثن النازية – وهذا الجزء من سيرة حياتها يلعب دوراً هاماً في أعمالها الفنية.
إن أعمال موراچ تنخرط داخل تراث من الصور التي تصف أهوال الحرب. وهذه صور كثيرة الانتشار في ايامنا
لدرجة أننا نكاد ننسى أننا بدأنا ننظر إليها بصورة دائمة فقط في الآونة الأخيرة. ومن خلال الطول التذكاري
للوحة "جامعة الزمن"، تحاول موراچ التعاطي مع محدودية صور الحرب وأن تحكي حكاية تعكس الحقيقة
الفظيعة. هل يمكن حقاً تجنيد شخص للاعتراض بطريقة فاعلة على الحرب بواسطة صورة؟ يتعلق هذا
الأمر إلى حد ما بالزمن الذي يشعر المشاهد بانه يتعين عليه قضائه لتأمل اللوحة. هل هناك إمكانية
لرسم لوحة تسرد الحكاية من أولها لآخرها؟ لن نعرف أبداً ما الذي رآه الجندي حين أطل من الشباك في
لوحة موراچ. يبدو وكأن اللوحة تُبرز عجزنا عن تخيُل ما حدث حقاً. ليس بوسعنا أن نتصور كم هي فظيعة
الحرب وأن نفهم كيف تصير عادية.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك