روتي هالبيتس كوهين: غروبغروب

السبت, 18.02.17, 20:00

الأحد, 15.10.17

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

تبتدع روتي هالبيتس كوهين في عملها بيئة حفل وألبسة تنكرية: وهو مكان تكون فيه الهوية غير
مستقرة ويمكن خلع هوية ولبس هوية أخرى إبداعية وأكثر تصنُّعاً. وعلى حد قول أمين المعرض، أوري
دساو، فإن "الديكور" الذي تصنعه الفنّانة هالفيتس كوهين يُعبر عن موقف مفاده أن الهوية الذاتية هي
أشبه ب "عرض" يخضع للتغييرات على الدوام. تتميز أعمالها بتصاوير لأجزاء من الجسد وجذور أشجار
وشخوص نسوية غالباً ما تكون مفككة. إنها تعمل في الرسم المتراوح بين ثنائي الأبعاد وثُلاثي الأبعاد
وتبتدع أشكالاً تصويرية في الفضاء.
تميل هالبيتس كوهين إلى استخدام مواد تشهد على تجربة متواصلة دون توقف: إنها تُكثر من استخدام
ورق الزبدة وأشرطة اللصق ومُطَرّي الغسيل، وتعمل بتقنية مختلطة من طبقات فوق طبقات. تخفي المواد
في ثناياها مفاجآت ونتائج غير متوقعة، وذلك دون السيطرة عليها ومن خلال المعالجة اليدوية المباشرة.
الفنّانة هالبيتس كوهين تٌسمي عنصر الالتباس في عملها باسم "منطقة الشك" نسبة إلى تجاربها
الشخصية ونسبة إلى تجربة المشاهد في محاولته إيجاد المعنى. يتبدى الشك في لوحاتها بطريقة
محسوسة، وهي لوحات مصنوعة من ورق الزبدة الشفّاف الذي يساعد على تكوين بيئة هشّة. وكذلك
مضمون ابداعاتها يرتبط بالالتباس: فالصور تُنتزع من مفهومها المألوف والذعر والجَزَع يلعبان دورا أصيلا في أعمالها. عملها الإبداعي يتمحور في أماكن ليست بالضرورة في دائرة الوعي، ما يتيح إطلالة على
مفهوم آخر للواقع.
تدعو الفنّانة هالبيتس كوهين المُشاهِد إلى التجول بين التصاوير والأشكال ليشعر كذلك بمغزى البعد
المادي بينها. فعالم الحلم-الكابوس يتيح تجربة مشاهدة جديدة تتحدى القوانين المألوفة. وأعمالها الفنية
لا تنشأ بالطبع في فراغ، إنما تستجيب للواقع السياسي-الاجتماعي. ودون أن تبدي موقفاً محدداً، فهي
تسعى لخلق فضاء مفتوح يتيح للمُشاهد أن يعيد التحقق من موقفه.
وفي الشكل الحالي تدعو الفنّانة المُشاهد إلى خوض تجربة زيارة مَرسَمها )ورشة عملها( والتعرف على
مسارات العمل التي غالباً لا تكون مرئية وتُعرَض في قاعات العرض. يتحول المُشاهد إلى زائر في ورشة
الفنانة وهكذا فإنه يقتحم حيزاً خاصاً فيه ما ظهر وما بطن – وهو مكان تتناثر فيه أدوات العمل والمسودات
والأعمال غير المُنتهية والأعمال القديمة والجديدة ومصادر المعلومات. يختلط الماضي بالمستقبل وليس
هناك أي نظام زمني أو مادي.
من يزور المعرض يتحول إلى مُتلصّص. وفعلاً فإن فضاء المعرض يتحول إلى مسرح يستحضر من الذاكرة
غرفة التلصص. إنه مكان تحفظ فيه الفنّانة مُكتشفاتها وتقوم بتصميمه على طريقتها وهكذا تتيح إمكانيات
المشاهدة والتأمل وطريقة الاحتكاك بالمعروضات في فضاء المعرض. المشاهد يفتش ويفحص ويخلق زمن
الحركة في الفضاء، وحركته تتناسق مع التسكع في بيئة حضرية بينما يطل ويرى ويتحسس ويسمع.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك