Dede ونيتسان مينتس: لا مكان

السبت, 11.11.17, 20:00

السبت, 09.06.18

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

Dede ونيتسان مينتس: لا مكان

 

Dede يمارس عمله الفني في الفضاء العام منذ أكثر من عشر سنوات، وبدأ خلال السنوات الأخيرة بعرض أعماله في المعارض والمتاحف. إنه يستمد الإلهام من نبض الفضاء المدني - من الفن المعماري ومن الإيقاعات والأصوات وعابري السبيل. وهو مدفوع في عمله بالحاجة إلى ترك بصمة في المدينة التي تُعتبر جزءً جوهرياً من سيرورة إبداعاته كفنّان. أما نيتسان مينتس، زوجة Dede، فإنها تعمل في كتابة النصوص والشعر وتنشط هي كذلك في فضاءات المدينة. وبعد أن تنتهي مينتس من تشذيب أعمالها المكتوبة، فإنها تذهب إلى اختيار موقع وأسلوب جرافيكي يتماهيان على أفضل وجه مع روح أعمالها.

يتبلور العمل المشترك للفنانين من خلال التعامل مع النسيج المدني المتغير والتعامل مع المسارات المدنية الديناميكية المتمثلة بالنمو والهدم والتجدُد. تُتيح أعمال الفنانيْن إعادة التأمل في منظومة العلاقات القائمة بين الفرد وبين الممارسات البشرية المنعكسة في الفضاء العام. ومشروع "لا مكان" هو ثمرة تعاون دام بين الفنانيْن على مدى سنوات في الفضاءات العامة في مدينة تل أبيب.

Dede يرسم على التخشيبات والبنايات صور حيوانات مصنوعة من الأخشاب وهي دائماً في حالة هروب او بحث أو صراع، وخاصة في جنوب تل ابيب. ويضم المشروع الحالي رسوم من كسرات الخشب وبقايا أغراض تالفة، حيث يتم جمعها معاً لتشكل معاً صورة عصفور ضخم - ذكرى لأيام عمل الفنان في منطقة ياد حروتسيم الخاضعة حالياً للترميم، وحيث اعتاد المشردون على جمع بقايا الخزائن والأدراج ليبنوا منها مأوى مرتجل. وعلى امتداد دهليز المتحف تم تثبيت سرب من العصافير الضخمة التي تحاول الطيران من أماكنها.

مينتس هي أو شاعرة شوارع (شاعرة صعلوكه) في إسرائيل، وقد رسمت أشعارها طيلة سنوات بأرياش الرسم وأقلام التوش والقوالب على جدران منطقة كريات هاملاخا في جنوب تل ابيب. وتلك الأشعار تعبر عن نقد لاذع إزاء لا مبالاة عالم الفن بما يحدث "تحت بيته". ففي النهار يسكن عالم الفن الطوابق العليا من بنايات منطقة كريات هاملاخا، في حين تتحول هذه المنطقة في الليل إلى منطقة معروفة لممارسة الدعارة.

وجاء نقل طيور Dede الضخمة ونصوص مينتس من شوارع جنوب تل ابيب إلى فضاء المتحف لنقل رسالة احتجاج على تعامل عالم الفن بطريقته التقليدية مع الحي البلدي. فعالم الفن يتعامل مع الحي إما عن وعي أو بغير وعي بأسلوب رأسمالي تملكي يجعل من الحي موقعاً مُتخيَّلاً. مجلات الفنون والمتاحف والمعارض وكذلك الإعلام يمارسون مراوغات داخل الحي ويستغلونه للإشهار الذاتي، وبتصرفهم هذا فإنهم يعملون كقنوات للأيديولوجية الليبرالية الجديدة المُهيمنة.

وهذه الأيديولوجية تُقدس مبادئ الحرية الشخصية وتعتبر الحي مكاناً لحرية الاختيار، حيث يقدم الحي لكل شخص "خيارٌ يتيح له أن يكون هو ذاته". لكن من لديه حقاً خيار؟ فخاصية الحي كموقع لحرية الاختيار تعكس بالذات تجاهل غياب الاختيار والإمكانيات. والقيود على حياة أولئك الناس ليست وليدة القمع العاطفي، إنما وليدة القوى الاقتصادية المتنفذة التي مورست ضدهم. فالعمل المشترك الذي يقدماه Dede ومينتس يشير إلى أنه حين يقتصر الاهتمام بالإنسان الفقير على الناحية الجمالية فقط، فإن الفقر ذاته يظل خارج مجال رؤيتنا. وفي هذه الحالة تساعد الممارسان الفنية عملية لتطوير المرتبط بمقدم الاغنياء وخروج الفقراء وتلُّف مشاهد الفقر والتشرد في الحي بغلاف من اللذة الجمالية.

 

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك