!shop It

الأحد, 22.07.18, 10:00

الأحد, 17.02.19

:

سفيتلانا رينجولد

,

,

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

 

الرغبة باقتناء الأغراض، الرغبة بالمشتريات، الـ "الشوبينج"، تتم ترجمتها في أيامنها هذه إلى طريقة شعبية لقضاء الوقت. وفعلاً، فإن قسما كبيرا من البشرية السعيدة، الحائزة على البطاقات الائتمانية، تَمْثـُل باحتفالية لطقس الاستهلاك. الهدف هو إيجاد المعنى واكتشاف الهوية الجديدة: "أنا أستهلك، إذاَ، أنا موجود"؛ أنا جزء لا يتجزّأ من مجموعة أشخاص سعداء – مستهلكي البضائع والفرص.

في أيامنا، يعتبر الشخص الذي يشتري أقل ممّا ينبغي، شخصاً أنانيّاً، تبغضه البشرية، لا يهتم بمصلحة الاقتصاد الذي يتعلق فيه. من لا يرتدي ملابس بحسب الموضة، أو لا يمتلك أحدث حاسوب، يحظى بردّة فعل سلبية، بل وحتى بالإقصاء. أن تكون صاحب ممتلكات معناه أن تكون ذا مكانة واحترام، وأن تكون عديم الممتلكات معناه أن تكون عديم المكانة. 

شدّد الفيلسوف جان بودريار على الطريقة التي يتم فيها إنتاج الأغراض في المجتمعات المستهلكة، من أجل الدلالة على الفخامة والمكانة. لا يساهم الاستهلاك في التوحيد، وإنما بالتفريق من خلال نظم ومؤشرات. أسلوب حياة وقيم – وليس حاجة اقتصادية – هي التي تكمن في أساس الحياة الاجتماعية. تتحكم بنا الأنماظ من خلال العلامات التجارية وتفرض علينا رؤيا جماعية متجانسة. تُشغّل علينا الأغراض قوة سحرية مغرية، وتصبح الرغبة كل شيء. حتى النقاش "المناهض للاستهلاك" يتحول إلى جزء من النمط العام. في هذا السياق، يدّعي الباحث في مجال الفن، بوريس غرويس أن "ليس ثمّة شيء – في ثقافة الاستهلاك الآنية – يتم استهلاكه بمتعة تفوق متعة نقد الاستهلاك".

وقد وضع المفكران ثيودور أدورنو وماكس هوركهايمر مصطلح "صناعة الثقافة"، الذي يشير إلى الطريقة التي مرّت بها كافة المنتجات الروحانية بسيرورة الـ"أشيأة" (تحويل إلى أشياء). لا يستطيع الشخص الاستهلاكي أن يتوقع مرة أخرى أن يلعب الفن دورا محرّرا في حياته. على العكس تماما: حتى المنتجات الثقافية والفنية تستخدم كنوع من المخدّر، وتنصاع لبنية قمعية، تمنع التفكير المستقل والنقدي. كذلك، تموّه "صناعة الثقافة" عملية القمع. يشدد الفيلسوف جاك رنسيير على أن الفن الذي يرفع شعار النقد والتداخل المجتمعي، إنما يقلّد تأثيراته. هكذا يخاطر الفن بإمكانية التحوّل إلى محاكاة ساخرة للتأثير المنسوب له.

أخذا لذلك بعين الاعتبار، فإن مجموعة المعارض الحالية تتمحور حول السؤال: هل وكيف بالإمكان القيام بتداخل فني لا يتم اجتذابه مجددا إلى المنظومة؟ اختار الفانون الذين يقدمون أعمالهم ضمنها التحرك نحو الأطراف لخلخلة التوازن في هذه المنظومة. تتمحور مختلف المعارض حول محاولة الفنانين تقويض نظرية تطبيق الأفكار والممارسات "الإجماعية"، التي تتم في سياق العولمة الاقتصادية. تختبر المجموعة إمكانيات متعددة يملكها الفنانون من أجل تنفيذ سعيهم هذا، مثل تجنيد الاستراتيجيات التي تستخدم سلاح العدو الرأسمالي: الإعلانات، الاستعراض، الاستنساخ، النسخ، التعميم على نطاق واسع عبر الإنترنت.

تبحث الاستراتيجية المخادعة التي يستخدمها الفنانون عمّا يشبه "كبشا رأسمالي" من أجل زعزعة اطمئنان الحظيرة. تساهم أعمالهم في الكشف عن أشكال العلاقات الاجتماعية المُغترِبة، التي تخلقها لغة البضائع. بهذه الطريقة، يساهم الفنانون بخلق شكل من أشكال الشعور المشترك "حواري"، نحو إعادة إنتاج الوظائف المجتمعية الأساسية التي يتهددها الخطر بسبب سطوة السوق. يضع الفن نفسه كوسيلة لإعادة تأهيل وترميم العلاقة الاجتماعية.

 

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك