في الأعمال المعروضة ضمن هذا المعرض، يبرز انتشار شخصية دمية الباربي، كرمز واضح لحالة المرأة في ثقافة الوفرة العالمية. تبرع شخصية الباربي في خلق أوهام البريق بمختلف تدرجات الوردي والبرتقالي: لديها جاكوزي، منزل فاخر، زوج أو عشيق شاب ووسيم، وتستهلك بصورة قهرية الموضة والرومانسية. هكذا تقوم بترسيخ الفهم بأن وظيفة المرأة الأساسية تتلخص بالاستهلاك وتحقيق مآرب الرجل. في هذا السياق، بالإمكان الإشارة إلى أقوال المفكر ثورستون فابلن، الذي يقارن بين النساء والعبيد من خلال تطرقه إلى المجتمع الأبوي. بحسب أقواله، تماما كما أن العبد لا يتم إطعامه لكي يأكل وإنما لكي يعمل، كذلك هي المرأة، لا ترتدي الملابس لتكون جميلة، وإنما من أجل الإشارة إلى غنى سيدها.
بالإمكان الربط بين جولات المرأة المستهلكة المعاصرة والشوبينج النسائي وبين نظرة الـ "فلانير" (flâneur)، الجوال المدني بصيغة شارل بودلر. بحسب نظريته، يعتبر التجوال امتيازا لجندر وطبقة محددين. في سياق ثقافة الاستهلاك، فإن نظرة المتجول المتفكّرة، كمشترٍ، توفر منظومة جديدة من القوى وأنماط السلوك. تتحول النساء المتجولات في الحيز المدني إلى مصدر رغبات جديدة التي تنتج من خلال إعلانات الشوارع ونوافذ العرض.
تشدد النظرة النقدية الساخرة السائدة في الأعمال المعروضة على الجوانب الكرنفالية الكامنة في سلوك التسوق النسوي. يتم وصف التسوق نفسه كممارسة ذات جوهر يسعى إلى التقويض. في هذا السياق، يصف الباحث جون فيسك، "مكان المرأة في المجمع التجاري" كشكل من أشكال المقاومة الساخرة لخنوع المرأة لمكانها داخل المطبخ. بحسب ادعائه، المجمع التجاري هو المكان الذي "بإمكان النساء أن يكنّ فيه علنيات، معززات وذوات حرية وبإمكانهن أداء أدوار أخرى خارج العائلة المصغرة".
يبرز من خلال المعرض، كيف يستخدم الفنانون، وخصوصا الفنانات من الجيل الشاب، الفائضية والتطرف كوسيلة للفعل الفني. تكثر الفنانات الشابات من استخدام المحاكاة الساخرة الذاتية من أجل إبراز مكان المرأة المعاصرة فيما يشبه رحلة صعلوكية في مواجهة أصحاب القوة والسيادة في مجالات السياسة، الثقافة والفن. الرسالة المركزية الصادرة عن أعمالهن هي أنه يجب تعزيز القوة من أجل شد انتباه الجمهور اللامبالي، الذي يبدي صمما فكريا تجاه الرسائل الجديدة. من أجل ذلك، هنالك حاجة لإجراءات تشويه، انحراف وتكثيف، والتي بإمكانها مقاومة العقلانية الرأسمالية العقيمة. تشير هذه الإجراءات والسيرورات إلى إمكانية وجود منظومة مضادة من شأنها أن تبدّد إلى حد ما سيطرة الرأسمالية المعاصرة التامّة.