"السيارة... إنها أداة موسّعة للإنسان، تجعل ممّن يقودها سوبرمان"، كتب المسرحي مارشل ماكلوهن عام 1964. التكنولوجيا، السرعة، القوة والضجيج، كلها شدّت انتباه الفنانين منذ بداية القرن العشرين. ظهرت السيارة في أعمالهم بوصفها الرمز المتكامل للعالم الجديد بكل الإمكانيات اللانهائية التي فيه.
وُلدت حركة المستقبلية من قلب الرغبة بالتكنولوجيا المعاصرة، وبالأساس بالسيارات. في بيانها، وصف فيليبو مارينتي السيارة بأنها أكبر رموز المعاصرة، شكل من أشكال القوة المركّزة التي بإمكان الفنانين من خلالها الوصول إلى المستقبل. بكلماته هو: "نؤكد أن عظمة العالم قد اغتنت بجمال جديد: جمال السرعة". انتشرت تصويرات الإنسان والآلة في أعمال إفنغراد في بداية القرن العشرين. وبدأت تفكيكية الرغبة بالسيارات مع سطوع نجم تيار البوب-آرت.
يسعى الفنانون المعاصرون المنشغلون بثقافة الاستهلاك إلى تقويض طقس السيارات كمؤشر للمكانة الاجتماعية. يستخدمون السيارة من أجل تمثيل الاستعارات الاجتماعية، السياسية والاقتصادية. امتلاك السيارة ورخصة السواقة هو نوع من جواز السفر من طرف الأرستوقراطية التي مملكتها هو المحرك الأحدث والأسرع. يشبه انعدام رخصة السواقة الخروج عن المجتمع، كنوع من الإخصاء المجتمعي. إلى جانب ذلك، فإن القترانات المرافقة للسيارات المستعملة في البلاد ترتبط – عموما – بالمنطقة الصناعية، طبقة العمال، والعاملين في الكراجات. كذلك، تشمل تصاوير السيارة في السوق المحلية، في بعض الأحيان، عنفا كامنا، حيث ترتبط عجلات السيارة بموجات الاحتجاج والصراعات العنيفة في منطقتنا.
يسعى المعرض إلى التعبير عن التعقيد الكامن في قيمة عالم السيارات الرمزية، والتصادم بين العوالم المختلفة. تكشف تصاوير أكوام الحديد المهروسة في ميادين الخردة، محلات البناشر، تجار الشارع الذين يبيعون ألعاب السيارات في أحياء الفقر التل أبيبة، ما وراء كواليس المتعة الرأسمالية ورموز المكانة المرافقة للاستهلاك الاستعراضي. تشدد بعض الأعمال على الطريقة التي يتم بها استغلال السيارة لتحديد الأدوار الجندرية. تثير هذه الأعمال الإبداعية الشكوك بشعارات عالم الإعلان، التي عادة ما تصف السيارات كأغراض تشبه النساء – مريحة ومنصاعة. تبرز هذه الأعمال تحوّل السيارة إلى فنطازيا خيالية.
يسعى الفنانون المعاصرون إلى زعزعة الحتمية التكنولوجية لحقبتنا، التي تنتج البضائع الجديدة والمستهلكين الجدد. إنه جمهور متجانس، مستعد للالتصاق بوهم أن البضاعة مميزة ومختلفة. في هذا العالم الواقع تحت سيطرة منطق السوق، علينا أن نشتري لأنفسنا أكثر الآلات تقدّما وتطورا، أن "نتحتلن" وأن نحصل على أفضل أداء. تجبر الشركات الكبرى مستهلكيها على تبديل وتحسين مستوى الآلات التي بين يديهم مجددا مرارا وتكرارا، بما في ذلك السيارة. يقدّس هذا التبديل والتحسين قيمة التقدم، يشجع الاستهلاك المتواصل، يخلق الحاجة إلى التعديل والحتلنة المتكررين، وينشئ منظومة توقعات تجاه "الجيل القادم".