حنان أبو حسين: بقايا جسد

السبت, 04.08.18, 20:00

الأحد, 17.02.19

:

سفيتلانا رينجولد

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

تتألف إنشائية حنان أبو حسين من حمالات صدر مستعملة، تم تجميدها بواسطة سكب الباطون. تميز هذه التقنية استخدام المواد الخام غير التقليدية المنتشرة في غالبية أعمالها – استخدام يتيح للفنانة التعبير عن صوتها الشخصي- النسوي في مواضيع الدين، الرأسمالية، الاستغلال الجنسي، الحب والحريات الشخصية.  

حصلت حنان على حمالات الصدر من شركة "كوم إيل فو" (Comme il faut) الإسرائيلية. تم تلقي حمالات الصدر كتبرع من نساء اخترن المشاركة في مشروع "لا نحرق حمالات الصدر" الذي أقامته الشركة عام 2009. مقابل كل حمالة صدر تم التبرع بها، تم تحويل التبرع المالي للنساء والشابات العالقات في عالم الزنى، من أجل إجراء الفحوص للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

في إطار هذه الحملة، تم عرض إنشائية حنان في حيز حانوت "كوم إيل فو" في تل أبيب. وقد تطرقت كانزة المعرض، داليا ماركوفيتش، إلى أهمية عرض الإنشائية المؤلفة من أغراض حميمية في الحيز العام. بحسب أقوالها، "حمالات الصدر [...] التي غطت على مدار أشهر أو سنوات نفس الموضع الحميمي من الجسد، يتم عرضها من خلال إنشائية حنان في الحيز العام. يكمن في هذا العرض معنى مزدوج، فيه من التحرير والقمع معا في آن واحد [...] قامت الطبيعة المادية للباطون الذي استخدمته حنان، بتجميد مجموعة حمالات الصدر معا، في خليط غير قابل للفصل. هكذا أصبح الغرض الشخصي المنفرد جمهورا صامتا فاقدا للشخصية والهوية".

يعود أصل مصطلح "حرق حمالات الصدر" إلى مظاهرة نساء أقيمت في الولايات المتحدة، خلال تشرين الثاني عام 1968، ضد مسابقات الجمال. وصلت ذروة الحدث، الذي أقيم خارج قاعة المسابقة، حين تم وضع سلة قمامة، ورمي الكثير من الأغراض التي تعبر عن القمع داخلها، وبضمنها حمالات الصدر. جاءت عملية حرق حمالات الصدر كتعبير عن معايير الأخلاق والستر المتشددة، وأصبحت رمزا للصراع النسوي (الفيمنيزم). اليوم، أصبح مصطلح "حرق حمالات الصدر" تعبيرا شائعا في إطار حملات ماركات الموضة، التي تردد دون توقف أن زبائنها هن "نساء قويات يعرفن ما يردنه". تحول هذا الشعار إلى علامة تجارية بحد ذاته، وهكذا تم تفريغه من مضمونه. إنه مثال واضح على التوجه الذي تسعى العلامات التجارية إلى عرض منتجاتها من خلاله، وليس كأغراض معروضة للبيع وإنما كإجراءات وسيرورات ثقافية مشمولة ضمن لعبة مُحكمة من التماثلات.

تقوم حمالة الصدر بتحنيط جسد المرأة في كل يوم، برغم الشعارات شبه النسوية التي تستخدمها دعايات الشركات التجارية المشتركة، وكذلك بفضلها. في إنشائية حنان، يسعى إجراء تحويل هذا الغرض الاستهلاكي المشحون بالمعاني إلى مجسم فني غريب، للكشف، بصورة غير مباشرة، عن الدمج الكامل بين ثقافة الاستهلاك وبين الفن، في عصرنا. تأتي إعادة عرض هذا العمل في متحف الفنون من أجل إبراز السيرورة الهدامة التي تؤديها الملكية التجارية على الفن البصري وكذلك الشراكة الآخذة بالتعزز بين الشركات وبين المؤسسات الفنية. فهل فعلا شهدت أيامنا إتمام السيرورة التي جعلت من الفن ليس أكثر من وسيلة لتشجيع التسوّق؟

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك