لين وصلابة: مطبوعات من مركز غوطسمان للنقش

من حيث الجوهر، فإنّ فنّ الطباعة يخلق صورًا تستند إلى النقل: النقل من سطح إلى آخر. في الواقع، إنّ إحدى أولى العمليّات الإبداعيّة التي يختبرها الأطفال هي الطباعة، عندما يغمسون كفوف أيديهم في الطلاء ويطبعون بصماتهم على الورق. على مرّ السنين تطوّر فنّ الطباعة، ويقدّم هذا المعرض مجموعة من المطبوعات التي توضّح ثراء الإمكانيّات الكامنة في هذا المجال.

     من الممكن أن تكون الأعمال في المعرض مضلّلة. إنّها رقيقة عند الرؤية وحسّاسة عند اللمس، لكن يستتر خلفها عمل فيزيائيّ وتقنيّ شاقّ ومعقّد. تكون بداية كلٍّ من هذه الأعمال على لوح معدنيّ صلب، ونهايتها على ورق ناعم ومرن. عند التمعّن في الأعمال، لا يشعر المرء بسهولة بشدّة الأخدود في اللوح المعدنيّ؛ روائح الحمض والصبغة أو القوّة التي يمارسها المكبس غير ملحوظة، ومجمل ما نشعر به هو نعومة الورق الذي امتصّ الطلاء. هذه العلاقة التبادليّة والغامضة بين اللين والصلابة تميّز فنّ الطباعة وتمنحه صفات نوعيّة مُعجزة، سحر العمل الذي يبدو عفويًّا أو عشوائيًّا على الرغم من كونه حصيلة جهد فكريّ دقيق. فنّ الطباعة هو كوريغرافيا من الاستسلام والمقاومة: الضغط تارةً والإفراج تارةً، ممارسة القوّة تارةً والإرخاء تارةً.

     يشتمل المعرض على مجموعة مختارة من المطبوعات التي أبدعها فنّانون بارزون في مركز غوطسمان للنقش في كيبوتس كابري. تأسّس المركز عام 1993، ومنذ ذلك الحين يستقطب إليه في الشمال فنّانين وفنّانات، لم يتوقّفوا يومًا عن رقص رقصة الطباعة معًا، وهي رقصة فيها اللين والصلابة. 

* جميع الأعمال في المعرض بلطفٍ من مركز غوطسمان للنقش، كابري