أييلت كارمي وميراف هيمان
المجسّم العشرونيّ الوجوه، , 2016
السبت, 23.07.16, 20:00
السبت, 21.01.17
:
سفيتلانا رينجولد
لمعلومات إضافية:
046030800أييلت كارمي وميراف هيمان
المجسّم العشرونيّ الوجوه،2016
إنشائيّة، تقنية مختلطة
بلطفٍ من الفنّانتين
هذا العمل هو المشروع المشترك الثاني للفنّانتين ميراف هيمان وأييلت كارمي. مبنى المجسّم العشرينيّ الوجوه،* المكوّن من قضبان الخيزران، يتحرّك في حيّز العمل الإبداعيّ بقوّة سبع شخصيّات تدفعه بواسطة وضع أوزان أجسامهم وتغيير التوازن. هكذا تجعل الفنّانتان الشكل الهندسيّ-الرياضيّ وعاءً لجسم الإنسان ونشاطه. في داخله يتراكم توتّرٌ هائل بين الملموس والثابت وبين الوهميّ والعفويّ، بين الممكن وبين المستحيل. تنتج الحركيّة كوريغرافيا مدمجة ومشتركة.
هيمان وكارمي تبنيان بيئة حركيّة تغطّي وتخفي أحيانًا، تثير تحدّي قوى الجاذبيّة. الجهد السيزيفى الذي ينطوي على تقدّم المجسّم العشرينيّ الوجوه، الاتصال المعقّد بين الشخصيّات، اعتماد العضلات، أعضاء الجسم والأطراف – تتجلّى كلّ هذه من وجهات نظر مختلفة من خلال كثرة الكاميرات التي توثّق. في منظر من الأعلى، يتمّ التقاطه بواسطة كاميرا محلّقة، يظهر مسار الحركة المُعلَّم بواسطة نجم يُخلّف وراءه خطًّا من النّور. بهذه الطريقة، يتحوّل كلّ الحدث المصوّر إلى رحلة ساحرة، موكب مُلوّن، فضاء متعدّد الأبعاد.
تتوافق أعمال هيمان وكارمي مع المحاولات التي أجريتْ في الفنّ الإسرائيلي في السبعينات. فقد عاد فنّانون مثل رؤوبين بارمان، ميخا أولمان، ميخائيل دروكس وغيرهم إلى الشكل الأساسيّ للمربّع أو للمكعّب، وسعوا من خلاله إلى تحديد الحيّز. في تلك السنوات، انشغل يغآل توماركين بموضوع التقدّم العلميّ منذ عصر النهضة، واعتمد صورة المكعّب البوليكرونيكيّة ذات الانحناءات المبتورة لألبرت ديرر، كتمثيل لجوهر العقلانيّة البشريّة في خدمة العلم والثقافة.
انشغل التوجّه ما بعد الحداثويّ الإسرائيليّ بأشكال هندسيّة غير باطنية وغير سحريّة، محكومة بالانحباس في داخل شكلٍ مغلقٍ يتكرّر على الدوام. فهي كما لو أنّها أنتجتْ فضاءً من فقدان الطريق، الخواء واللامبالاة.
الأعمال الإبداعية لدى هيمان وكارمي تلتزم بيوتوبيا الشكل الهندسيّ الأساسيّ.تحرّك الشخصيّات المجسّم العشرينيّ الوجوه من خلال بذل الجهد المشترك، وبذلك تطرح سؤال حيويّة التواصل الشّخصيّ في سيرورة التقدّم البشريّ، وهو سؤال بُحث في خطاب الفنّ الذي عُنيَ كثيرًا بضرورة الرواية الجماعيّة. يبدو أنّ أعمال الفنّانتين تستقي من هندسة أشكال مثاليّةترمز إلى مثل عليا اجتماعية وإلى السّعي نحو الخير. وعلى هذا النحو فهي تنحرف عن التوجّه المضادّ للمثالية والواقع المرير الذي ساد حتى وقت ليس ببعيدٍ في دوائر ما بعد الحداثة الإسرائيلية.
وُلدتْ أييلت كارمي في كيبوتس بيت هشيطاه، 1967؛ تعيش وتبدع في هرتسليا
وُلدتْ ميراف هيمان في القدس، 1972؛تعيش وتبدع في تل أبيب
* المجسّم العشروني الوجوه هو مجسم محكم ذو عشرين جانبًا، وكل واحدٍ منها هو عبارة عن مثلث متساوي الأضلاع.للمجسّم العشرينيّ 12 رأسًا، 30 ضلعًا و20 وجهًا. المجسّم العشرونيّ هو أحد الأجسام الأفلاطونيّة.