پاڤِل ڨولبِرچ: ديسِلدورف

السبت, 18.02.17, 20:00

الأحد, 15.10.17

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

پاڨِل ڤولبيرچ يقدم في معرضه هذا مجموعة جديدة من الصور المُلتقطة في مدينة ملاهي لونا پارك في
مدينة ديسِلدورف، ومن هنا جاءت تسميتها. يواصل الفنان من خلال هذه المجموعة انشغاله بمسألة
الألبسة التنكرية والأقنعة بصفتها العلامات الأبرز للدلالة على الفجوة القائمة بين الأنا وبين تصاويره.
فالأقنعة، والتنكُّرات، والأزياء، وأغطية الوجوه والأجسام باتت تغلب على صوره خلال العقد الأخير - وذلك
من خلال توثيق اليهود الحرديم في مناسبات الزواج وفي ولائم عيد الپوريم )المسخرة(، وجنود يدهنون
وجوههم بالألوان قبل المعركة ويلفونها بضمادات بعدها، ومعتقلين فلسطينيين معصوبي العيون، وثوّار
فلسطينيون ملثمون، ومضيفات في ملاهي ليلية، ومثليي الجنس في المسيرات الاستعراضية وفي
النوادي، والحِجّاج المسيحيون وعارضات الأزياء. وقد اتخذ هذا العمل وجهة جديدة في صور هذه المجموعة.
الأشخاص في هذه الصور قاموا بتصوير أنفسهم قبالة مرآة مُشوهة للأشكال في مركز مدينة الملاهي
في مدينة ديسلدورف. حيث قامت المرآة بتشويه أشكالهم المنعكسة منها بحيث تبدو وكأنها اشكال
غريبة وعجيبة. وقام ڨولبِرچ بتصوير انعكاسات أشكالهم من زاوية جانبية بينما هم مشغولين في صنع
صورة "سيلفي" لأنفسهم من زاوية أخرى، وذلك كخطوة تٌعتبر تدخلاً بقوانين وَسَط "السيلفي" بصفته
وسط للاستعراض الذاتي. يقوم ڨولبِرچ بمصادرة السيلفي من حوزة المصورين الأصليين ويأخذه لنفسه.
الأسلوب المُميّز الذي يعتمده ڨولبِرچ في هذه المجموعة يُبرز العلاقة ما بين ثقافة السيلفي في أيامنا وبين
مناسبة الكرنفال التي نشأت وتطورت في القرون الوسطة وبلغت أوجها في عصر النهضة )رينيسانس(.
والأبحاث التي أجراها المُنظّر الثقافي ميخائيل بختين جعلت من كلمة الكرنفال مصطلحاً مركزياً يُستخدم
في لغة نقد الثقافة في عصرنا. وقد أبرز بختين أسس الكرنفال المتجانسة ومتعددة الأصوات والمتجانسة
التي تُجسد تجربة النفس الشهوانية واختراق الحدود الفكرية والجمالية الصارمة، والنزوة والخيال، وكذلك
الاحتجاج السياسي والحوار بين الثقافات. تُبرز أعمال ڨولبِرچ الطبيعة الكرنفالية للفضاء الديجيتالي )الرقمي(
في أيامنا، حيث يشدد على حقيقة أن السليفي هو أيضاً نوع من الخطاب الأدائي المفتوح الذي يدور
في الفضاء العام.
جَدَلية اجتياز الحدود - بين الحياة والموت، وبين الجسد والروح، وبين الجد واللهو، وبين القناع والعري،
وبين الخطيئة والخلاص - ما هي إلا مُكوِّن مركزي في أيديولوجية وجمالية الكرنفال على مر العصور.
وأعمال ڨولبِرچ تقترح النظر إلى السيلفي بصفته تتمة مباشرة ل"العالم العكسي" وغريب الأطوار الذي
تطَبّع به الكرنفال. ففي صُلب الكرنفال هناك نظرة بديلة لا تعترف بالموانع التي يفرضها عالم القانون
العادي. وهذه النظرة هي التي تخلق تجربة الاختلاط البشري وتجربة التهجين والتجربة الغريبة التي
تعترف بقيمة الاختلاف والفوارق بين الأجناس والثقافات والأيديولوجيات المتنافسة فيما بينها.
تلك الطبيعة الغريبة للضحك الكرنفالي يوظفها ڨولبِرچ في سبيل التأمل الفلسفي الثوري في الجسد
البشري. وفي فكر ميشيل فوكو نجد الثورية الجسدية معروضة بهيئة غريبة تُستخدم نِداً للجِدّية الموحشة
التي يتصف بها رموز الثقافة الرسمية. وفي أعمال ڨولبِرچ، فإن السيلفي - كمثل الكرنفال في العصور
الوسطى - يكشف قوة الثقافة الشعبية: وهي قوة ناقدة تنشأ من اختلاط العوالم ومن الحوار بين الطويل
والقصير ومن التلامس بين الروح والجسد.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك