برّ الأمان/ قانون الطوارئ
نحن نعيش اليوم في عصر "قانون الطوارئ" وفقاً لتعريف المُنظر الإيطالي جورج أغامبين (Agamben). وهذه حالة تزعم فيها السلطة أن تقييد الحرية الشخصية هو أمر ضروري للحفاظ على الحرية القومية. إنها ليست حالة فوضى أو اختلال، ذلك لأن تعليق القانون يتم في سياق قانوني. وحقاً يبدو اليوم أن هذه واحدة من الممارسات المركزية في الأنظمة الديمقراطية. أما في الديمقراطيات الغربية فهناك ميل لعدم الإعلان عنها رسمياً.
وفي مثل هذه الحالات تقوم الدولة بتجميد القانون الديمقراطي بذريعة حماية الديمقراطية، وخاصة في المجال الأمني. وبهذه الذريعة يتم سن قوانين تُعرف بصفتها "خارجة عن القاعدة". وهكذا تنشأ مساحة فراغ ما بين السياسي والقانوني. و"حالات الطوارئ" تلك تنطوي أحياناً وبشكل خفي كالأشباح على محاولات ثورية للسيطرة على العلاقات بين الحياة وبين القانون. وهي محاولات أساسها الرغبة في تعليق القوانين المعمول بها لإتاحة قدر أكبر من السيطرة على حياة البشر. وإنتاج "حالات الطوارئ" هي طريقة لصناعة حياة طبيعية من خلال تبرير السيطرة على الحياة.
يتناول هذا المعرض تعامُل الفنانين المعاصرين في البلاد مع "حالة الطوارئ" تلك. فالفن الإسرائيلي ينشغل كثيراً بالسياقات السياسية ويتعين عليه التعاطي فنياً مع واقع معقد ومتعدد الأوجه. تصف الأعمال المعروضة في المعرض العالم المادي والنفسي الذي نشأ بفعل هذه الحالة. وفيها بمثابة "اضطراب" ينكشف للمشاهدين ويخلق جواً من الفوضى داخل واقع يبدو ظاهرياً كمواقع منتظم ومصمم على نحو مُتقن. المكان الإسرائيلي بات ساحة مختلة وعاجزة عن الأداء وعلى حافة الدمار، وذلك شهادة مأساوية على الحدث الذي فُرض عليه دون أجل محدود. الأعمال تستجيب لحضور النظام ولقوته المتغلغلة داخل الوجود المدني والإنساني. إنه فن ناقد يمعن في نظرته المُشككة إلى الهيمنة المسيطرة والتي تؤسس لحضور ما يسعى الإجماع المسيطر إلى إخفائه وتمويهه.
الفنّانون المشاركون: لاري أفرامسون، رونيت أغاسي، أفيفا أوري، أفراهام إيلات، دنيل غيرتمان، بيليج ديشون، بن هجاري، أورلي هومل، دافيد فاكشتاين، دافيد تارتكوبر، غاي يحيئيلي، شيري ملتون، ميري نيشري، عدي نس، دورون سولومونس، آدم رينولدس وحنا سادية.
أمينة المعرض: ليمور ألفران زيريد