المال، بـ "ألـ التعريف"

السبت, 04.08.18, 20:00

الأحد, 17.02.19

:

سفيتلانا رينجولد

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

عندما تَطرّق كارل ماركس إلى قضية المال، شدد على أن المال يملك القدرة على شراء كل شيء، ولذلك فإنه يعتبر كيانا قادرا على كل شيء. بحسب أقواله، "المال، هو الوسيط بين الإنسان وبين ما ينشده، بين حياة الإنسان ووسائل حياته. ما يتوسط بيني وبين حياتي، فهو من يتوسط بيني وبين الأشخاص الآخرين".

وبلهجة دينية تقريبا، يعرّف ماركس المال كشيء قادر على كل شيء، تسري القوة الكامنة فيه على كافة الأغراض في العالم، ويحظى بمكانة الوسيط الأعلى. تتجسد قوته الرمزية من خلال مصطلح "الاستهلاك الاستعراضي"، الذي وضعه الفيلسوف ثورستون فابلن. بحسب ادعائه، لم يأت هذا الاستهلاك من أجل الاستخدام أو المتعة المباشرة، وإنما وظيفته هي الإشارة إلى الامتيازات والأفضليات. يصبح المال المقياس الأعلى للتقدير.

كذلك، تزداد قوة المال الرمزية، بصورة أشد في عصر الرأسمالية المتأخر، الذي يمتاز بحركة المال العالمية، الرغبات والتعبيرات، التي تنتقل من يد إلى يد وتكتسب أصحابا جدد. ترتبط هذه القوة الرمزية بالشعور بالعظمة الانتشائية – زيادة على الوظيفة الفعلية التي يؤديها المال في حياة أصحابه. يؤدي ميل المجتمع المعاصر إلى الهرب من رأسمالية البضائع إلى رأسمالية الأفكار – المعرفة، التعبيرات، المونيتين – إلى ارتفاع مكانة المال كوسيط رسمي بين مختلف أرقام الحياة. يصبح المال، كسيرورة رمزية متفق عليها لتبادل الأشياء والبضائع، المؤشر العام للرغبات.

تلقي هذه السيرورة الضوء على أزمة الهوية التي مرّ بها المجتمع في إسرائيل خلال العقود الماضية. ازداد التقاطب في المجتمع الإسرائيلي بين ثقافة الوفرة، التي تعبر عن توجهات المتعة، الفردانية والشمولية، وبين التوجهات القبلية والقومية، التي تنظر باحتقار إلى هذه الثقافة وتبرز قيما بديلة: الالتزام الأيديولوجي، القومية، الهوية اليهودية وغيرها.

يسعى المعرض الحالي لصياغة تعبير واحد عن الغنى الذي يميز الكينونة الإسرائيلية. يدور الحديث عن الغنى الاستعراضي الظاهر، الذي يتم عرضه ككيان استعراضي فارغ. يتغذى الغنى الفاحش من أوهام "نمط الحياة" ومن تفجّر التعبيرات الموسوم بالعلامات التجارية، الذي يغزو المجتمع الإسرائيلي. تعبر الأعمال المشمولة ضمنه عن ثقافة الوفرة بالأساس كعالم من التمثيلات، التشبيهات والأوهام – عالم سطحي من المحاكاة الإغرائية؛ عالم فاقد للأصلانية، عنيف، برّاق وفارغ.

تعكس الأعمال في المعرض الترابط الاصطلاحي بين البراق والمغري، السطحي والقابل للكسر، وفي قلب كل ذلك تعطي تمثيلا أيضا عن التقليلية. تخلق التناقضات التي تتناولها عالما خياليا وتقتبس مصادر ثقافية متعددة المستويات: البرجوازية والأرستوقراطية، الدلائل المسيحية وجيل الإبداع الغربي الذهبي. يتم عرض دلائل كلاسيكية معروفة كضحية ثقافة الوفرة الغربية، التي تجعل من كل عنصر من عناصر الثقافة – حتى الأيقونات المقدسة – أشياء خرجت من خط إنتاج واحد. تعكس أساليب العرض المختلفة العمل النقدي في عالم الاستهلاك المهووس، الذي جذب إلى داخله المجتمع الإسرائيلي عموما، وبصورة خاصة الساحة الفنية.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك