من خلال لغته البصرية، يحاول إيال أسولين دراسة وبحث ثقافة الوفرة متطرقا إلى الجوانب الاقتصادية الاجتماعية العالمية. تتشبه أعماله بالثقافة الشرقية وتشتمل على نسيج من مؤشرات المكانة التاريخية، الجندرية والفنية. يتم عرض كل هذا بصورة صارخة، تثير السخرية من وباء الاستهلاك المعاصر. يطلق أسولين صرخة جمالية رجولية تعكس ثقافة الـ "أوڤر" ويعرض تمثيلات تبرز بصورة دائمة الثنائية الديكوتومية بين العمل اليدوي وبين الوفرة.
يقدّم معرض "هود" إنشائية نحتية مركزية تحمل اسم "المرافقين"، محاطة بزينة للجدران مستوحاة من الثقافة المصرية القديمة. أربعة عشر قطا مذهّبا، "مرافقين ملكيين"، يستلقون على شكل دائرة، وفي وسطها أحجار فحمية منثورة عليها سلاسل قلائد "حاي" – شعار محلي يرافق غالبية أعمال أسولين. إلى جانب تمثيلات الماكنات، السيارات والجماجم، يظهر القط الأبدي كرمز للخصوبة، الأمومة وحماية البيت في مصر القديمة ( MAU بالمصرية القديمة).
يشحن معرض أسولين المشاهد بكمية من الطاقة الكامنة والعظمة الرجولية، كما أبدع في وصفها جون برغر ضمن كتابه المشهور "عن التأمل"، الذي ميّز فيه بين التواجد الاجتماعي الرجولي والنسائي. يتعلق التواجد الرجالي بالحصول على العظمة التي بإمكانه استخدامها على الآخرين: "من الممكن أن تأخذ هذه تعبيرا أخلاقيا، جسديا، اقتصاديا، اجتماعيا، جنسيا، لكنها تكون مرتبطة دائما بغرض خارجي". مثل الرسم الكلاسيكي، يقف الرجل مع رموز قوته وإنجازاته المادية، على خلفية قلعته، أراضيه، مع نسائه وأقربائه الذين له عليهم سيطرة.
يتم عرض استعراض القوة أمام المشاهد، كقدرة كامنة بالإمكان تحقيقها. من خلال عزل المكونات الرمزية المرتبطة بذلك عن عالمنا الثقافي، يعبر الفنان عن نقده. يبرز وجود "الأزعر" الرجولي المحب للمظاهر، الذي يعبر عن جمالية الثقافة المغربية، كشكل من أشكال المناقضة المرئية لتاريخ الفن الإسرائيلي الذي يعتمد على الثقافات الغربية. تتواجد قلادة الـ "حاي" المذهبة واللون الأسود السائد في أعمال أسولين كتعبير عن الغنى المستعرض الظاهر، والفقر المخفي، وتعبير عن الأعمال اليدوية التي فرضت على القادمين من شمال أفريقيا خلال سنوات الخمسين في إسرائيل. يعزز اللون الأسود ذلك الغنى البصري، كرمز للذهب الأسود، وكتعبير عن النقد لتسييس الغنى في العلاقة بين الشرق والغرب.
شارون توفيل
كانز معارض مستقل